حديث حفصة أم المؤمنين بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما 1

مسند احمد

حديث حفصة أم المؤمنين بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما 1

حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، عن المطلب بن أبي وداعة، عن حفصة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في سبحته جالسا قط، حتى إذا كان قبل موته بعام، أو بعامين، فكان «يصلي في سبحته جالسا، ويقرأ السورة فيرتلها، حتى تكون أطول من أطول منها»

كان نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أحسَنَ الناسِ عِبادةً لرَبِّه وقِيامًا بيْنَ يَديهِ سُبحانَه، وقدْ كان الصَّحابةُ رَضِي اللهُ عنهم يَحرِصون على التَّعلُّمِ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وأخْذِ سُنَّتِه، والعَملِ بها وتَبليغِها لِمَن بعْدَهم

 وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ أمُّ المؤمنين حَفصَةُ رَضِي اللهُ عنها أنَّها ما رأتْ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم صلَّى في سُبحَتِه -أي: نافِلتِه- قاعِدًا؛ فقدْ كانَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يُصلِّي النَّافلةَ قائِمًا، حتَّى كانَ قبْلَ وَفاتِه بِعامٍ -وفي رِوايةٍ أُخرى: بِعامٍ واحِدٍ أوِ اثنَينِ- فَكانَ يُصلِّي قاعِدًا؛ وذلك لمَّا بدَّنَ وضعُفَ جِسمُه لكِبَرِ سِنِّه، كما في الصَّحيحينِ مِن حَديثِ عائشةَ رَضِي اللهُ عنها. وأخبَرَت أنَّه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كانَ يَقرَأُ بِالسُّورةِ مِن القرآنِ وهو في صَلاتِه، فيَقرَؤُها بِتَمهُّلٍ وَتأنٍّ، «حتَّى تَكونَ أطولَ مِن أطوَلَ مِنها»، أي: أنَّه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بِسَببِ تَمهُّلِه في القِراءةِ يكونُ زمانُ قراءةِ السُّورةِ أطوَلَ مِن زمانِ قِراءةِ سُورةِ أُخرى تَفوقُها في الطُّولِ وعدَدِ الآياتِ

وفي الحَديثِ: تَرتيلُ القُرآنِ بتَمهُّلٍ وَتأنٍّ

وفيه: أداءُ صَلاةِ النَّافلَةِ قاعِدًا