حديث عبد الله بن أبي حدرد

حديث عبد الله بن أبي حدرد

حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن (2) إسحاق، حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد، عن أبيه عبد الله بن أبي حدرد قال: " بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إضم، فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي، ومحلم بن جثامة بن قيس "، فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضم مر بنا عامر الأشجعي على قعود، له معه (3) متيع ووطب من لبن، فلما مر بنا، سلم علينا، فأمسكنا عنه، وحمل عليه محلم بن جثامة، فقتله بشيء كان بينه وبينه، وأخذ بعيره ومتيعه، فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبرناه الخبر، نزل فينا القرآن: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا} [النساء: 94] (4)

تقسم الغنيمة بين الجنود الذين شاركوا في الغزو، ويتولى قسمتها الأمير أو من كلفه ولي الأمر
وفي هذا الحديث يروي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية ناحية نجد -والسرية هي قطعة من الجيش لا تزيد على أربع مائة ومنطقة نجد تقع في وسط شبه الجزيرة وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مشاركا في هذه الغزوة، وغنموا إبلا وجمالا كثيرة، فكان نصيب كل واحد منهم: اثني عشر بعيرا -أو أحد عشر بعيرا-، وكان أمير السرية قد أعطى كل واحد منهم ونفله بعيرا من الغنيمة قبل قسمتها، وفي رواية مسلم: «ونفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا بعيرا»، والأنفال: هي العطايا من الغنيمة غير السهم المستحق بالقسمة، فكأنه أعطى كل واحد زيادة على نصيبه؛ لأنهم أحسنوا في غزوهم، فالتنفيل إنما يكون لمن صنع صنعا جميلا في الحرب
والجمع بين كون أمير السرية هو الذي نفلهم، وبين أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي نفلهم: أن أمير السرية نفلهم، فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيجوز نسبته إلى كل واحد منهما
وفي الحديث: أن ما غنمته السرية تشترك فيه هي والجيش إن انفردت عن الجيش في بعض الطريق، وأما إذا خرجت من البلد وأقام الجيش في البلد، فتختص هي بالغنيمة ولا يشاركها الجيش.
وفيه: إثبات مشروعية التنفيل؛ للترغيب في تحصيل مصالح القتال.