حديث معاذ بن جبل 19
مسند احمد

حدثنا روح، وحسن بن موسى قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن شهر بن حوشب، عن أبي ظبية، عن معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم يبيت على ذكر الله طاهرا، فيتعار من الليل فيسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه» قال حسن في حديثه قال ثابت البناني: فقدم علينا هاهنا فحدث بهذا الحديث عن معاذ قال أبو سلمة أظنه عنى أبا ظبية
الحِفاظُ على الطَّهارةِ مع المُداومَةِ على ذِكْرِ الله شِعارُ المُسلِمِ الحَقِّ؛ فإنَّه يكونُ بذَلِكَ طاهِرَ الظَّاهرِ والباطِنِ، وقد حثَّنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الحِفاظِ على الطَّهارةِ والذِّكرِ؛ مبيِّنًا ما فيه مِن الفَضْلِ والأَجْرِ
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "ما مِنْ مَسْلِمٍ يَبيتُ على ذِكْرٍ طاهرًا"، أي: أيُّ مُسلمٍ يتَّصِفُ بهذه الصِّفَةِ في أيِّ ليلةٍ بأنْ يَبِيتَ طاهرًا مِن الحَدَثِ الأَصْغَرِ والأكبَرِ، ثُمَّ يَذْكُرَ اللهَ قَبْلَ النَّومِ، "فيَتعارُّ مِنَ اللَّيلِ"، أي: يَنْتَبِهُ ويَسْتيقِظُ مِنْ نومِه ويتَقلَّبُ، أو يَقْلَقُ دونَ أنْ يَقومَ "فيَسأَلُ اللهَ خيرًا مِن الدُّنيا والآخِرةِ إلَّا أعطاه إيَّاه"، أي: فيَطْلُبُ مِنَ اللهِ ويَدْعوه بأيِّ أَمْرٍ من خيرِ الدُّنيا أو الآخِرةِ، إلَّا اسْتَجابَ اللهُ لدُعائِه بفَضْلِ طَهارتِه وذِكْرِه للهِ. وفي الحديثِ: الإشارةُ إلى أنَّ المُداومَةَ على الطَّهارةِ والذِّكْرِ أسبابِ إجابةِ الدُّعاءِ