ذكر استحباب التبرك للمرء بعشرة مشايخ أهل الدين والعقل282
صحيح ابن حبان

أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عمرو بن عثمان قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا بن المبارك بدرب الروم عن خالد الحذاء عن عكرمة
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "البركة مع أكابركم" 1
أرشَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه إلى كَيفيَّةِ الحُصولِ على الخيرِ والبَركةِ في كلِّ أُمورِهم، بالرُّجوعِ إلى الكِبارِ المُجرِّبينَ مِن ذَوي السِّنِّ المُتقدِّمِ الذين خبَروا الحَياةَ، فيَقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "البَركةُ"، وهي النُّموُّ والزِّيادةُ في الخيرِ، حاصِلةٌ "مع أكابِرِكم"، مِن الشُّيوخِ والعاقِلينَ مِن مُتقدِّمي السِّنِّ أو المَكانةِ؛ لأنَّه قد سكَنَ شَّرُّهم، ولَزِموا الوَقارَ، وعرَفوا مَواضعَ الخيرِ، فأصبَحوا مُجرِّبينَ للأُمورِ، وهم مع ذلك مُحافِظونَ على تَكثيرِ الأُجورِ والثَّوابِ، فجالِسوهم؛ لتَقتَدوا برَأيِهم؛ ولذلك أمَرَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ بتَوقيرِهم وإجلالِهم، كما في حديثِ أنَسٍ رَضيَ اللهُ عنه: "ليس منَّا مَن لم يَرحَمْ صَغيرَنا، ويوَقِّرْ كَبيرَنا"، ويُحتَملُ أنْ يُرادَ بالكَبيرِ: كَبيرُ المَقامِ ممَّن له مَنصِبٌ ومَكانةٌ في العِلمِ أو الدِّينِ، وإنْ صغُرَ سِنُّه، فيجِبُ إجلالُ الأكابرِ حِفظًا لحُرمةِ ما منَحَهم الحَقُّ سُبحانَه وتعالى مِن العِلمِ والمَعرفةِ والمَكانةِ.
وفي الحديثِ: حَثٌّ على طَلبِ البَركةِ في الأُمورِ، والنَّجاحِ في الحاجاتِ بمُراجعةِ الأكابرِ .