ويدل عليه ما رويناه بالأسانيد الصحيحة (1) في سنن أبي داود، والترمذي، والنسائي، وغيرها، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث " وأما وقت الابتداء والختم، فهو إلى خيرة القارئ، فإن كان ممن يختم في الأسبوع مرة، فقد كان عثمان رضي الله عنه يبتدئ ليلة الجمعة ويختم ليلة الخميس.
التوسط في العبادة مع المداومة عليها خير من الإكثار دون مداومة، وفي هذا الحديث يخبر عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، في كم أقرأ القرآن؟"، أي: في كم من المدة أقرأ القرآن؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "في شهر"، أي: أقل مدة لك شهر، لا تنقص منها، قال: "إني أقوى من ذلك"، أي: أستطيع القراءة في أقل من ذلك "يردد الكلام أبو موسى"، أي: يعيد تلك الكلمة، وأبو موسى هو أحد الرواة لهذا الحديث، "وتناقصه"، أي: طلب منه تنقيص المدة عن شهر، "حتى قال: اقرأه في سبع"، أي: في سبعة أيام، فقال ابن عمرو رضي الله عنهما: "إني أقوى من ذلك"، أي: أستطيع القراءة في أقل من ذلك، فنقص له المدة مرة أخيرة إلى ثلاثة أيام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث"، أي: من قرأه في أقل من ثلاثة أيام لا يفهمه ولا يتدبره.وفي الحديث: الحث على التوسط في العبادة.وفيه: أن أقل مدة يفهم فيها القرآن ثلاثة أيام.وفيه: فضل عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وحرصه على الاجتهاد في العبادة.