مسند الفضل بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم1
مسند احمد

حدثنا عباد بن عباد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس، أنه " كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم من جمع، فلم يزل يلبي حتى رمى الجمرة "
التَّلبيةُ مِن شَعائرِ الحجِّ، ورَفعُ الصَّوتِ بها إظهارٌ لهذه الشَّعيرةِ العَظيمةِ، وفيها إعلانُ التَّوحيدِ للهِ عزَّ وجلَّ، وإذا لبَّى المسلمُ فإنَّ النَّباتاتِ والجَماداتِ تُلبِّي معه.
وفي هذا الحَديثِ يَحكي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أردفَ الفضْلَ بنَ العبَّاسِ رَضيَ اللهُ عنهما، أي: أركَبَه خَلفَه على الدابَّةِ، وكان هذا بعْدَما صلَّى الفَجْرَ في مُزْدَلِفَةَ صَبيحةَ يومِ النَّحرِ يومَ العاشرِ مِن ذي الحِجَّةِ، وبَقِي بها حتَّى أسفَرَ الصُّبحُ وقبْلَ طُلوعِ الشَّمسِ، ثمَّ رَكِبَ راحلتَه مُتوجِّهًا إلى مِنًى، فأخْبَرَه الفَضلُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ الرَّسولَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ استَمرَّ في التَّلبيةِ حتَّى رَمى جَمْرةَ العَقبةِ، وهي الجَمرةُ الكُبرَى، غَرْبيَّ مِنًى ممَّا يَلي مَكَّةَ. وصِيغةُ التَّلبيةِ: «لَبَّيكَ اللَّهمَّ لَبَّيك، لَبَّيك لا شَريكَ لك لَبَّيك، إنَّ الحمْدَ والنِّعمةَ لك والمُلكَ، لا شَريكَ لك»، ويَبدَأُ وقْتُ التَّلبيةِ عندَ الإحرامِ بالحجِّ أو العُمرةِ.
وفي الحديثِ: تَواضُعُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: رُكوبُ اثنينِ على الدَّابَّةِ إذا كانتْ مُطيقةً لذلك.