مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه 128
مسند احمد

حدثنا وكيع، حدثني بشير بن سلمان، عن سيار أبي حمزة، عن طارق بن شهاب، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نزل به حاجة فأنزلها بالناس، كان قمنا من أن لا تسهل حاجته، ومن أنزلها بالله، أتاه الله برزق عاجل، أو بموت آجل»
الاستِعانةُ باللهِ سُبحانَه وتعالى وتَعلُّقُ القلبِ به مِن أهمِّ ما يُفرِّجُ الهمُومَ، ويَرفَعُ الكرُوبَ في الدُّنيا والآخِرةِ
وفي هذا الحديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "مَن نزَلتْ به فاقَةٌ"، أي: حاجَةٌ شديدَةٌ؛ مِن ضِيقٍ في العيْشِ أو غيرِه ، "فأنزَلَها بالنَّاسِ"، أي: طلَب مِن النَّاسِ ما يرفَعُ عنه حاجَتَه، واعتمَد عليهم في رفْعِ تلك الحاجَةِ الَّتي حدَثتْ له، كان عِقابُه "لَم تُسدَّ فاقَتُه"، أي: لَم تُرفَعْ عنه تلك الحاجَةُ؛ فقد سأَل واعتمَد على مَن لا يملِكُ له نفْعًا ولا ضَرًّا، "ومَن نزَلتْ به فاقَةٌ"، أي: حاجَةٌ شدِيدةٌ؛ مِن ضِيقٍ في العيْشِ أو غيرِه، "فأنزَلَها باللهِ"، أي: سأَل اللهَ أنْ يرفَعَها، واعتمَد عليه، وظنَّ ألَّا يفعَلَ ذلك إلَّا اللهُ، "فيوشِكُ اللهُ له برزْقٍ عاجِلٍ أو آجِلٍ"، أي: يَقترِبُ له الفرَجُ مِن اللهِ بأنْ يَرزُقَه ما يسُدُّ به حاجَتَه
وهذا كلُّه مِن التَّربيةِ النَّبويَّةِ للمُسلِمينَ على حُسْنِ التَّوكُّلِ على اللهِ وسُؤالِه والطَّلبِ منه، وعدَمِ الرُّكونِ إلى النَّاسِ