مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه 163
مسند احمد

حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا مغيرة، عن أم موسى، قالت: سمعت عليا، يقول: أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود فصعد على شجرة أمره أن يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله بن مسعود حين صعد الشجرة، فضحكوا من حموشة ساقيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تضحكون؟ لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد " (1)
كانَ عَبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه مِن مَشاهيرِ الصَّحابةِ وعُلَمائِهم، وله فَضلٌ كَبيرٌ في الإسلامِ، وهو سادِسُ مَن دَخَلوا الإسلامَ في أوَّلِ مَبعَثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
وفي هذا الحَديثِ يقولُ علِيُّ بنُ أبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه: "أمَرَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ابنَ مَسعودٍ، فصَعِدَ شَجَرةً يَأتيه منها بشَيءٍ" يَجتَني بَعضًا مِن ثِمارِها، وفي رِوايةٍ لِأحمَدَ: "يَجتَني سِواكًا مِنَ الأراكِ"، قالَ علِيٌّ رَضيَ اللهُ عنه: "فنَظَرَ أصحابُه إلى ساقِ عَبدِ اللهِ، فضَحِكوا مِن حُموشةِ ساقَيْه" مِن دِقَّةِ ساقَيْه ونَحافَتِهما، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ما تَضحَكونَ؟!" أنكَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليهم ضَحِكَهم، ثم قالَ: "لَرِجْلُ عَبدِ اللهِ أثقَلُ في المِيزانِ يَومَ القِيامةِ مِن أُحُدٍ" وهذا بَيانٌ لِفَضلِ ابنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه ومَنقَبتِه في الإسلامِ، ولِبَيانِ أنَّ العِبرةَ في هذا الدِّينِ ليست بفَضلِ نَسَبٍ ولا قُوَّةِ جَسَدٍ؛ وإنَّما بفَضلِ ما بَذَلَه الإنسانُ لِدِينِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ونَفَعَ به غَيرَه. وحاصِلُ هذا الحَديثِ يَرجِعُ إلى قَولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ اللهَ لا يَنظُرُ إلى صُوَرِكم وأموالِكم، ولكِنْ يَنظُرُ إلى قُلوبِكم وأعمالِكم" أخرَجَه مُسلِمٌ
وفي الحَديثِ: إثباتُ الميزانِ يَومَ القيامةِ