مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه 201
مسند أحمد

حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن حكيم الأودي، أخبرنا شريك، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، وعن زيد بن يثيع، قالا: نشد علي الناس في الرحبة: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم إلا قام، قال: فقام من قبل سعيد ستة، ومن قبل زيد ستة، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي يوم غدير خم: " أليس الله أولى بالمؤمنين؟ " قالوا: بلى قال: " اللهم من كنت مولاه، فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه " (2)
لعلِيِّ بنِ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عَنه مَناقِبُ كَثيرةٌ؛ فهو مِن آلِ بَيتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وزَوجُ ابنته، وأحَدُ الخُلَفاءِ الرَّاشِدينَ
وهذا الحَديثُ فيه بَيانٌ لِبَعضِ مَناقبِهِ؛ حيثُ يَقولُ مَيْمونُ أبو عَبدِ اللهِ: "كُنتُ عِندَ زَيدِ بنِ أرقَمَ، فجاءَ رَجُلٌ من أقْصى الفُسْطاطِ" بمَعْنى جاءَ رَجُلٌ من آخِرِ الخَيْمةِ أو من آخِرِ مَكانِ الإقامةِ "فسَأَلَهُ عن ذا، قالَ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ: ألستُ أوْلى بالمُؤمِنينَ من أنفُسِهم؟" وهذا استِفْهامٌ تَقْريريٌّ بأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أوْلى بالمُؤمِنينَ وبالحُكْمِ فيهم مِن أنفُسِهم، وقيلَ: معناه: ألَسْتُ أحَقَّ بالمحبَّةِ والتَّوْقيرِ والإخْلاصِ كما يُشيرُ إليه قَولُهُ تَعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6]، "قالوا: بَلى" فلمَّا أقَرُّوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "قالَ: مَن كُنتُ مَوْلاهُ، فعليٌّ مَوْلاهُ" والمُرادُ: وَلاءُ الإسلامِ من مَحَبَّةٍ ومَوَدَّةٍ ونُصْرةٍ للمُسلِمِ، "قالَ مَيْمونٌ: فحَدَّثني بَعضُ القَومِ، عن زَيدٍ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ: اللَّهُمَّ والِ مَن والاهُ فأحِبَّ مَن أحَبَّه؛ بقَرينةِ: "وعادِ مَن عاداهُ"
وفي الحَديثِ: الحَثُّ على مَحَبَّةِ عليٍّ؛ لِحُبِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم له