باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشفقة عليهم والنهي عن غشهم والتشديد عليهم وإهمال مصالحهم والغفلة عنهم وعن حوائجهم 2

بطاقات دعوية

باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشفقة عليهم والنهي عن غشهم والتشديد عليهم وإهمال مصالحهم والغفلة عنهم وعن حوائجهم 2

وعن أبي يعلى معقل بن يسار - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة». متفق عليه. (1)
وفي رواية: «فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة».
وفي رواية لمسلم: «ما من أمير يلي أمور المسلمين، ثم لا يجهد لهم وينصح لهم، إلا لم يدخل معهم الجنة»

تولي أمر الناس والتأمر عليهم فيه تكليف بالقيام بمصالحهم ورعايتها بحسب ما أوضحه الشرع المطهر، والإمارة ليست ترفعا وتجبرا على الناس كما يفعل كثير من الأمراء الذين ينسون حقوق الناس، وتصبح الإمارة في نظرهم مغنما لهم ومرتعا، فهؤلاء ستكون الإمارة عليهم وبالا وخزيا يوم القيامة
وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن كل أحد جعله الله تعالى راعيا ومسؤولا على رعية مهما قلت، ويشمل ذلك الأمير ولو على ثلاثة نفر، ويشمل كذلك الرجل في بيته والمرأة في بيتها، فقصر في حق رعيته، ولم يرعها وينصح لها، فضيع حقوقها الدينية والدنيوية؛ فعقوبته عند الله شديدة، وهي: ألا يشم رائحة الجنة التي تشم من مسافة سبعين سنة، كما عند أحمد، وفي رواية عنده: مائة عام، وهذا يدل على بعده عنها وعدم دخوله إياها، وإن كان من أهل التوحيد فيدخلها بأحد أسباب دخولها: كالتطهير بالعذاب، أو المغفرة، أو غلبة الحسنات
وفي الحديث: بيان سوء عاقبة من تولى أمور الناس ولم يقم بحقوقهم.