باب الحث على ذكر الله تعالى بعد صلاة الصبح

باب الحث على ذكر الله تعالى بعد صلاة الصبح

وروينا في مسند الإمام أحمد، وسنن ابن ماجه، وكتاب ابن السني، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح قال: " اللهم إني أسألك علما نافعا، وعملا متقبلا، ورزقا طيبا " (4) .

كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس تعليما وتربية، وقد كان يربي أمته على التوجه إلى الله بالدعاء ويعلمها ما تقول في دعائها، وفي هذا الحديث تخبر أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه كان يقول إذا صلى الصبح حين يسلم"، أي: عقب الانتهاء من صلاة الصبح: "اللهم إني أسألك علما نافعا"، والعلم النافع هو ما باشر القلب، فأوجب له السكينة والخشوع والإخبات لله تعالى، وإذا لم يباشر القلوب وكان على اللسان فقط، فهو حجة على بني آدم وليس بنافع؛ ولذلك قيده بالنافع.
"ورزقا طيبا"، أي: حلالا، وقيد بالطيب؛ لأن الرزق نوعان: طيب، وهو ما يكون من مكسب حلال، وخبيث، وهو ما يكون من مكسب حرام، والله تعالى لا يقبل إلا طيبا، ومن أعظم الأسباب الموجبة لإجابة الدعاء طيب المأكل
"وعملا متقبلا"، أي: أسألك يا ألله أن تكون أعمالي من طاعات وعبادات ومعاملات مقبولة عندك، والله عز وجل لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا لوجهه سبحانه
وهذا الدعاء عظيم النفع، كبير الفائدة، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بذلك، وهو من قد علمه ربه، ورزقه الرزق الحلال الطيب، ولم يصب خبيثا قط، وغفر له ذنبه، وتقبل عمله؛ فغيره أحوج إلى الدعاء بهذه الأمور
وفي الحديث: بيان بعض الأذكار والأدعية التي تكون بعد صلاة الصبح.
وفيه: الحث على سؤال الله عز وجل العلم النافع، والرزق الطيب، والعمل المقبول.