باب تشميت العاطس وحكم التثاؤب

وروينا في كتاب الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما " أن رجلا عطس إلى جنبه فقال: الحمد لله والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ابن عمر: وأنا أقول: الحمد لله والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، علمنا أن نقول: الحمد لله على كل حال " (2) .
وفي هذا الحديث يحكي نافع مولى ابن عمر: "أن رجلا عطس إلى جنب ابن عمر، فقال"، أي: فقال الرجل العاطس: "الحمد لله، والسلام على رسول الله، قال ابن عمر: وأنا أقول: الحمد لله والسلام على رسول الله، وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم"، أي: أنكر ابن عمر على الرجل العاطس أن يزيد في دعاء العطس السلام على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن دعاء العطس أن يقول العاطس: الحمد لله، أو الحمد لله على كل حال، فقال ابن عمر مثلما قال الرجل؛ كيلا يظن الرجل أن ابن عمر يكره الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بدأ يعلمه السنة التي علمه إياها النبي صلى الله عليه وسلم عند العطس، "علمنا أن نقول: الحمد لله على كل حال"، أي: علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نحمد الله بعد العطس، ونقول: "الحمد لله على كل حال"، يعني: علمنا أن نقول: الحمد لله على كل حال، أو الحمد لله فقط عند العطسة على كل حال من الأحوال، ولا نزيد على الحمد شيئا، ولو كان ثمة خير لدلنا عليه
وقد وردت روايات أخرى فيها أن للعاطس أن يقول عقب عطاسه: الحمد لله رب العالمين، وروايات فيها: الحمد لله فقط، وحمل العلماء هذه الروايات على التخيير وأن الكل مجزئ، وما كان أكثر ثناء على الله تعالى أفضل، شريطة أن يكون مأثورا