‌‌‌‌"‌‌باب" حديث "الطير تجري بقدر، وكان يعجبه الفأل"151

السنة لابن ابي عاصم

‌‌‌‌"‌‌باب" حديث "الطير تجري بقدر، وكان يعجبه الفأل"151

ثنا محمد بن أبي بكر ثنا حسان بن إبراهيم ثنا سعيد بن مسروق عن يوسف بن أبي بردة عن أبيه قال:
أتيت عائشة فقلت يا أمتاه حديثيني شيئا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الطير تجري بقدر" وكان يعجبه الفأل الحسن"

قدَّرَ اللهُ مَقاديرَ الخَلائِقِ كُلِّها قَبلَ خَلقِ السَّمواتِ والأرضِ، فكُلُّ ما يَجري في الكَونِ هو على وَفقِ عِلمِ اللهِ تعالى له وتَقديرِه له، ولا يَخرُجُ شَيءٌ ما عن قُدرةِ اللهِ تعالى، كَما قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49]. وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فيَقولُ: الطَّيرُ تَجري بقَدَرٍ، أي: الطُّيورُ التي تَطيرُ في الهَواءِ في أيِّ اتِّجاهٍ تَشاءُ، كُلُّ ذلك بأمرِ اللَّهِ وقَضائِه وإرادَتِه، سَواءٌ طارَت ذاتَ اليَمينِ أو ذاتَ الشِّمالِ، وكانتِ العَرَبُ في الجاهليَّةِ تَمضي لحاجَتِها إذا طارَ ذاتَ اليَمينِ، وتَرجِعُ إذا طارَ ذاتَ الشِّمالِ، فأخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ ذلك لا أثَرَ له في جَلبِ نَفعٍ أو دَفعِ ضَرَرٍ.
وفي الحَديثِ بَيانُ أنَّ كُلَّ شَيءٍ بتَقديرِ اللهِ تعالى حتَّى جَرَيانَ الطُّيورِ .