"‌‌باب" حديث "إن فيك لخلتين يحبهما الله … "107

السنة لابن ابي عاصم

"‌‌باب" حديث "إن فيك لخلتين يحبهما الله … "107

ثنا أبو الربيع ثنا حبان بن علي عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا اشترى أحدكم خادما فليأخذ بناصيته وليقل: اللهم إني أسألك من خيره وخير ما جبلته عليه"

رَغَّبَ اللهُ تعالى عِبادَه أن يُكثِروا مِن دُعائِه وذِكرِه، وبَيَّنَ لهم سُبحانَه الجَزاءَ العَظيمَ والأجرَ الكَبيرَ على ذلك، وأنواعُ الأذكارِ والأدعيةِ الوارِدةِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في السُّنَّةِ مُتَعَدِّدةٌ ومُتَنَوِّعةٌ؛ فمِنها الأذكارُ والأدعِيةُ المُطلَقةُ غَيرُ المُقَيَّدةِ، ومِنها الأذكارُ والأدعِيةُ المُقَيَّدةُ بأحوالٍ مُعَيَّنةٍ وأماكِنَ مُعَيَّنةٍ، ومِن ذلك الدُّعاءُ عِندَ شِراءِ الخادِمِ؛ حَيثُ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إذا اشتَرى أحَدُكُم خادِمًا، أي: عَبدًا أو أمَةً، وهو يَشمَلُ الذِّكرَ والأُنثى، يَخدُمُه ويَقومُ على حَوائِجِه، فليَأخُذْ بناصيَتِه، أي: فليُمسِكْ عِندَ شِرائِه بناصيةِ هذا الخادِمِ، والنَّاصيةُ هيَ الشَّعرُ الكائِنُ في مُقدَّمِ الرَّأسِ، والظَّاهرُ أنَّ المُرادَ هنا مُقدَّمُ الرَّأسِ سَواءٌ كان فيه شَعرٌ أم لا، ويُمكِنُ أن يُرادَ بها مُطلَقُ الرَّأسِ، وليَقُلْ: اللهُمَّ إنِّي أسألُك مِن خَيرِه، أي: خَيرِ ذاتِه، وخَيرِ ما جَبَلتَه عليه، أي: ما خَلقتَه وطَبَعتَه عليه مِنَ الأخلاقِ البَهيَّةِ والصِّفاتِ الحَميدةِ.
وفي الحَديثِ مَشروعيَّةُ قَولِ هذا الذِّكرِ عِندَ شِراءِ الخادِمِ .