باب دعاء الكرب والدعاء عند الأمور المهمة

وروينا فيه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج عنه: كلمة أخي يونس صلى الله عليه وسلم، (فنادى في الظلمات: أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) [الأنبياء: 87] "، ورواه الترمذي عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعوة ذي النون إذ دعا ربه وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب له ".
أمَرنا اللهُ سبحانه وتعالى بالاهتِداءِ بهَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وهدْيِ مَن قبْلَه مِن الأنبِياءِ، وحَكَى لنا في القرْآنِ قَصصَهم تَعليمًا لنا، واتِّباعًا لنهْجِهم. وفي هذا الحديثِ يَحكِي الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بعضًا من قِصَّةِ يُونُسَ عليه السَّلامُ ويُبيِّنُ الدَّعوةَ التي كانتْ سببَ نَجاتِه، فيقولُ: "دَعوَةُ ذي النُّونِ"، أي: صاحِبِ الحُوتِ، وهو نبِيُّ اللهِ يونُسُ عليه السَّلامُ؛ "إذ دعَا وهو في بَطْنِ الحُوتِ: لا إلهَ إلَّا أنتَ سُبحانك، إنِّي كنتُ مِن الظَّالِمين؛ فإنَّه لم يَدْعُ بها رجُلٌ مُسلِمٌ في شيْءٍ قطُّ إلَّا استَجابَ اللهُ له"، أي: تِلك الدَّعوةُ تُنجِي المؤمِنين، ويَستجيبُ اللهُ سبحانه وتعالى بها لهم، كما نجَّتْ يونُسَ عليه السَّلامُ لَمَّا ابتَلَعه الحُوتُ، وقيل: يُفتتَحُ بها الدُّعاءُ ثمَّ يُدعَى بما تَشاءُ. وفي الحديثِ: الاقتِداءُ بالأنبياءِ السَّابِقين. وفيه: فضْلُ الدُّعاءِ والاستِغفارِ بقوْلِ يونُسَ في بطْنِ الحُوتِ: لا إلهَ إلَّا أنتَ سُبحانك إنِّي كنتُ مِن الظَّالمين.