باب استحباب بيان الكلام وإيضاحه للمخاطب

باب استحباب بيان الكلام وإيضاحه للمخاطب

روينا في سنن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاما فصلا يفهمه كل من يسمعه.

كان النبي صلى الله عليه وسلم أفصح الخلق وأعذبهم كلاما، وأسرعهم أداء، وأحلاهم منطقا، حتى كان كلامه يأخذ بالقلوب ويسبي الأرواح، وكان من هديه التأني والهدوء في الحديث مع توضيح كلامه للناس؛ حتى يفهموا ولا يفوتهم شيء من قوله، كما في هذا الحديث، حيث تقول عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: "كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم"، أي: في خطبه ومواعظه مع الناس "كلاما فصلا"، أي: كان كلامه مفصلا واضحا مع بيان حروفه وألفاظه. وقيل: فاصلا بين الحق والباطل، أو مصونا عنه؛ فليس في كلامه باطل أصلا، فلا تلتبس ألفاظه على أحد، "يفهمه كل من سمعه"، أي: فيستطيع السامع فهمه وحفظه؛ لكمال فصاحته على إيضاح الكلام وتبيينه، وقد أعطاه الله سبحانه جوامع الكلم
وفي الحديث: بيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام.
وفيه: إرشاد للداعية أن يكون حسن المنطق، وأن يوضح كلامه ويبين ألفاظه وحروفه للناس؛ ليصل إلى مراده في دعوته ويفهم المتلقي.