كتاب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

وروينا فيه أيضا بإسناد صحيح (6) ، عن أبي هريرة أيضا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ".
وقد يتوهم أن في هذا الحديث إشكالا؛ لأن ظاهره أن عودة الروح إلى الجسد تقتضي انفصالها عنه بالموت، والجواب عنه من وجوه؛ منها: أن رد روحه كانت سابقة عقب دفنه؛ فهو حي في قبره، لا أنها تعاد ثم تنزع ثم تعاد. ومنها: أنها تعاد ثم تنزع بسلام بلا مشقة. ومنها: أنه يستغرق في أمور الملأ الأعلى، فإذا سلم عليه رجع إليه فهمه ليجيب من سلم عليه، وقيل غير ذلك، وعلى كل حال فإن أمور الآخرة لا تدرك بالعقل، وأحوال البرزخ أشبه بأحوال الآخرة.
أو أن المراد بالروح هو الملك الموكل بذلك، كما عند النسائي: (إن لله ملائكة سياحين في الأرض، يبلغوني من أمتي السلام).
وفي الحديث: بيان لكرامة النبي صلى الله عليه وسلم على ربه.
وفيه: بيان لمطلق القدرة الإلهية على الموت والبعث.