باب جواز قول المريض: أنا شديد الوجع، أو موعوك، أو أرى أساءة ونحو ذلك، وبيان أنه لا كراهة في ذلك إذا لم يكن شئ من ذلك على سبيل التسخط وإظهار الجزع

وروينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فمسسته فقلت: إنك لتوعك وعكا شديدا (3) ، قال: " أجل كما يوعك رجلان منكم ".
وفي هذا الحديث يروي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يزوره في مرضه وهو يوعك وعكا شديدا، والوعك: الحمى، أو ألمها وتعبها، فمسه بيده، وقال: يا رسول الله، إنك توعك وعكا شديدا! قال: نعم، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم، أي: أصاب بالحمى كما يصاب رجلان منكم، أو أتعب وأتألم كما يتألم رجلان منكم، قال ابن مسعود رضي الله عنه: ذلك أن لك أجرين؟ فأجابه صلى الله عليه وسلم: نعم، ثم أخبره صلى الله عليه وسلم أنه ما من مسلم يصيبه أذى؛ مرض فما سواه، أي: من مصائب كبيرة أو صغيرة، جليلة أو حقيرة، إلا كانت سببا أن يغفر الله له بها من ذنوبه، وتساقطت ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها، أي: تلقيه بعد جفافه؛ فشبه محو السيئات عنه سريعا بحالة الشجرة، وهبوب الرياح الخريفية، وتناثر الأوراق منها سريعا، وتجردها عنها
وفي الحديث: فضل الصبر على الأمراض والأعراض، وأنها تكفر السيئات، وتحط الذنوب.