باب ما يقول إذا استيقظ من منامه

وروينا فيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من رجل ينتبه من نومه فيقول: الحمد لله الذي خلق النوم واليقظة، الحمد لله الذي بعثني سالما سويا، أشهد أن الله يحيي الموتى وهو على كل شئ قدير، إلا قال الله تعالى: صدق عبدي ".
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال: لا إله إلا الله، والله أكبر"، أي: أيما عبد قال شهادة التوحيد وكبر الله، ومعناها: لا معبود بحق إلا الله، والله أكبر وأعظم من كل شيء، "صدقه ربه"، أي: أقره الله عز وجل على قوله وتقبله منه، "وقال"، أي: وقال الله عز وجل تصديقا لعبده وإقرارا له: "لا إله إلا أنا، وأنا أكبر"
وإذا قال"، أي: وإذا قال العبد: "لا إله إلا الله وحده"، أي: لا أعبد إلا الله وحده، "قال: يقول الله"، أي: قال الله عز وجل تصديقا لعبده وإقرارا له: "لا إله إلا أنا وحدي، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له"، أي: وإذا قال العبد: لا أعبد إلا الله وحده، ولا أشرك به شيئا من مخلوقاته، ولا أتخذ معبودا سواه، "قال الله"، أي: قال الله عز وجل تصديقا لعبده وإقرارا له: "لا إله إلا أنا، وحدي لا شريك لي
"وإذا قال: لا إله إلا الله، له الملك وله الحمد"، أي: وإذا قال العبد: لا أعبد إلا الله فهو الإله الحق الذي له وحده الملك والتحكم والتصرف في الكون، وهو وحده يستحق الحمد، "قال الله"، أي: قال الله عز وجل تصديقا لعبده وإقرارا له: "لا إله إلا أنا، لي الملك ولي الحمد.
"وإذا قال: لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله"، أي: وإذا قال العبد: لا أعبد إلا الله؛ فهو وحده الذي بيده القدرة والقوة، "قال الله"، أي: قال الله عز وجل تصديقا لعبده وإقرارا له: "لا إله إلا أنا، ولا حول ولا قوة إلا بي، وكان يقول"، أي: النبي صلى الله عليه وسلم: "من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار"، أي: من قال وهو مريض: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك وله الحمد، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم مات من هذا المرض لن تمسه النار
وفي الحديث: فضل ذكر الله عز وجل، وأثره في تصديق الله العبد وإقراره له.
وفيه: الحث على المداومة على ذكر الله عز وجل، والإكثار منه؛ لأن ذكر الله سبب للنجاة من النار.