مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها 152

مسند احمد

مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها 152

حدثنا هاشم، ويونس، قالا: حدثنا ليث، قال: حدثني ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، وعمرة بنت عبد الرحمن، أن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: «إن كنت أدخل البيت للحاجة، والمريض فيه، فما أسأل عنه إلا وأنا مارة، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخل علي رأسه وهو في المسجد، فأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة» ، قال يونس: «إذا كان معتكفا»

للاعْتِكافِ في المَسْجِدِ آدابٌ عَلَّمَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه بِقولِه وفِعْلِه
وفي هذا الحديثِ بَيانٌ لبعض تلك الآدابِ، وفيه تقولُ عائِشةُ رَضي اللهُ عنها: «إِنْ كُنْتُ لَأَدْخُلُ البَيْتَ للحاجةِ»، أي: أخْرُجُ من مَكانِ الاعْتِكافِ إلى البَيتِ لِقضاءِ حاجةِ الإنْسانِ من البَولِ والغائِطِ ونَحوِهما، «والمَريضُ فيه، فما أَسألُ عَنه إلَّا وأنا مارَّةٌ»، أي: أسألُ عن المريضِ عَرضًا دون انْتِظارٍ أو جُلوسٍ عنده، قالت: «وكان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَدخُل البَيتَ إلَّا لِحاجةً»، أي: لا يَدخُل بَيتَه إلَّا للغائِط أو البَول، «إذا كانوا مُعْتَكفينَ»، وهذا بَيانٌ إلى أنَّ فِعلَ عائِشةَ رَضي الله عنها إنَّما كان امْتثالًا لسُنَّة رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الاعْتِكافِ، والاعتِكافُ: هو الانْقِطاعُ في المَسجِد للعِبادةِ والصَّلاةِ والذِّكرِ، مع عَدَمِ الاشْتِغالِ بِغير ذلك، وقد كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَعتكِفُ العَشرَ الأواخِرَ مِن رَمضانَ، واعتَكَف أزواجُه مِن بَعدِه
وفي الحديثِ: أنَّ المُعتَكفَ لا يَخرُج من المُعتَكَفِ إلا لِضرورةٍ