باب ما يقوله عند دخول المسجد والخروج منه

وروينا في كتاب ابن السني عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد قال: " بسم الله، اللهم صل على محمد، وإذا خرج قال: بسم الله، اللهم صل على محمد ".
"وإذا خرج صلى على محمد وسلم"، أي: ذكر الصلاة والسلام على نفسه صلى الله عليه وسلم بلسانه، وقال: "رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك"، أي: أبواب رزقك غير المحدود
وقد قيل: إن سر تخصيص الرحمة بالدخول، والفضل بالخروج: أن الرحمة في كتاب الله أريد بها النعم المتعلقة بالنفس والآخرة، كما قال تعالى: {ورحمت ربك خير مما يجمعون} [الزخرف: 32]، ومن دخل المسجد فإنه يطلب القرب من الله، ويشتغل بما يقربه إلى ثوابه وجنته، فناسب ذلك ذكر الرحمة، والفضل يراد به النعم الدنيوية، كما قال تعالى: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} [البقرة: 198]، وقال: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله} [الجمعة: 10]، ومن خرج منه فإنه يطلب الرزق، فناسب ذلك ذكر الفضل
وفي الحديث: الحث على الذكر عند دخول المسجد، وعند الخروج منه.