حدثنا إسماعيل بن محمد وهو أبو إبراهيم المعقب، حدثنا مروان يعني ابن معاوية الفزاري، حدثنا منصور بن حيان الأسدي، عن سليمان بن بشر الخزاعي، عن خاله مالك بن عبد الله، قال: «غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أصل خلف إمام كان أوجز منه صلاة في تمام الركوع والسجود»
كانت صلاةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحسنَ صَلاةٍ، فكانتْ صَلاةً تامَّةً، يُؤدِّي أركانَها وأفعالَها في خُشوعٍ، مع تمكينِ أعضاءِ الجِسْمِ مع كلِّ هيئةٍ، وكلُّ هذا معَ التَّخفيفِ والإيجازِ
وفي هذا الحديث يقولُ أنَسُ بنُ مالكٍ: "ما صَلَّيْتُ خلفَ رجلٍ أوجزَ صلاةً مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في تَمامٍ"، أي: خفيفةً ومُوجزةً معَ إتمامِ هيئاتِها وأركانِها، وعدمِ الإخلالِ فيها، يَقولُ أنَسٌ رضِيَ اللهُ عنه: "وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا قال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِده؛ قام حتَّى نقولَ: قد أَوْهَم"، أي: يَقِفُ بعدَ الرَّفعِ مِن الرُّكوعِ وُقوفًا طويلًا للدُّعاءِ، حتَّى يَظُنَّ مَن وَراءَه أنه قد نَسِي في صَلاتِه، وما كان ذلك وهمًا ولا نِسيانًا مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بل هي سنَّتُه في الصلاة، "يُكبِّر، ويَسجدُ، وكان يَقعُدُ بينَ السَّجدتَيْنِ حتَّى نَقولَ: قد أَوْهَم"، أي: يَقعُدُ ويُطيلُ القُعودَ بينَ السَّجدتَيْنِ، ويَدْعو حتَّى يَظُنَّ مَن وراءه أنه قد نَسِيَ في صلاتِه