‌‌مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه 151

حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن زاذان، أن علي بن أبي طالب، شرب قائما، فنظر إليه الناس كأنهم أنكروه، فقال: ما تنظرون (1) ؟ إن أشرب قائما، " فقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يشرب قائما، وإن أشرب قاعدا، فقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يشرب قاعدا " (2)

حرَص الصَّحابةُ على مُلازَمةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ للتعلُّمِ منه وتَطبيقِ هَدْيِه على أنفُسِهم، وتَعليمِه لِمَن بعدَهم نَشرًا ورِوايةً

 وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو رَضِي اللهُ عَنهما: "رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: شاهَدتُه، وأبصَرتُه وهو "يَشرَبُ قائِمًا"، أي: كان مِن فِعْلِه أنَّه شَرِب إحدى المشروباتِ مِن لبَنٍ أو ماءٍ أو غيرِهما قائمًا، "وقاعِدًا"، أي: ورأيتُه أيضًا في مرَّاتٍ أخرى يَشرَبُ قاعِدًا، وهذا مَحمولٌ على بَيانِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لِمَشروعيَّةِ الشُّربِ قائمًا في حالةِ الضَّرورةِ، أو أنَّ شُرْبَه قاعدًا كان هو الأكثَرَ، بينَما شُربُه واقِفًا كان في مرَّاتٍ قليلةٍ، أو أنَّ النَّهيَ نهيُ تنزيهٍ لا تحريمٍ؛ لأنه قد ورَد في أحاديث أُخرَى النَّهيُ عن الشُّربِ قائمًا، ومنها ما في صَحيحِ مسلمٍ: "أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم زَجَرَ عن الشُّربِ قائِمًا