باب أذكاره إذا خرج

وروينا في كتاب الترمذي، عن أنس رضي الله قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يارسول الله، إني أريد سفرا فزودني، فقال: " زودك الله التقوى "، قال: زدني، قال: " وغفر ذنبك "، قال: زدني، قال: " ويسر لك الخير حيثما كنت " قال الترمذي: حديث حسن.
وفي هذا الحديث يحكي أنس رضي الله عنه: أنه "جاء رجل" أي: قدم رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله: "إني أريد سفرا"، أي: إني أبتغي سفرا؛ "فزودني"، أي: قل لي قولا أستعين به على سفري هذا، وقيل: أي: أطلب منك دعوة لي في سفري، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "زودك الله"، أي: أعطاك الله "التقوى" بفعل الطاعات واجتناب المعاصي، بحيث تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية؛ فهي خير زاد، وقيل معناه: رزقك الله الاستغناء عن المخلوق، "فقال" أي: الرجل: "زدني"، أي: من الدعاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم "وغفر ذنبك"، أي: محا معصيتك، وخطيئتك، فقال الرجل مرة أخرى: "زدني" يا رسول الله، "بأبي أنت وأمي"، أي: أفديك بأبي وأمي، "فقال" له النبي صلى الله عليه وسلم: "ويسر لك الخير حيثما كنت"، أي: سهل لك الخير في دينك ودنياك وآخرتك؛ في أي مكان نزلت به، وفي أي زمان
وفي الحديث: مجيء المسافر لأصحابه وسؤاله دعاءهم.