باب استفتاح الدعاء بالحمد لله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

وروينا في كتاب الترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شئ حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم (2) .
قلت: أجمع العلماء على استحباب ابتداء الدعاء بالحمد لله تعالى والثناء عليه، ثم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك تختم الدعاء بهما، والآثار في هذا الباب كثيرة معروفة.
وفي هذا الأثر يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إن الدعاء»؛ أي: جميع الدعاء، «موقوف»؛ أي: متوقف، «بين السماء والأرض»، فلا ينزل إلى الأرض، و«لا يصعد» إلى الله تعالى، «منه شيء»؛ أي: من الدعاء، «حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم»، وذلك يحصل بأي صيغة من صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كـ«اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد»، ونحوها مما ورد في السنة؛ فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي وسيلة إلى الإجابة
وقد ذكر العلماء أن من آداب الدعاء وسؤال الله الحاجات: الابتداء بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم الدعاء بما شاء، ثم ختم الدعاء بالصلاة عليه؛ فإن الله سبحانه بكرمه يقبل الصلاتين، وهو أكرم من أن يدع ما بينهما