باب الحث على ذكر الله تعالى بعد صلاة الصبح

وروينا في " سنن أبي داود " عن مسلم بن الحارث (2) التميمي الصحابي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أسر إليه فقال: " إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل: اللهم أجرني من النار سبع مرات، فإنك إذا قلت ذلك ثم مت من ليلتك كتب لك جوار منها، وإذا صليت الصبح فقل كذلك، فإنك إن مت من يومك كتب لك جوار منها " (3) .
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما استجار عبد من النار سبع مرات في يوم"، أي: طلب أن يجار منها ويبعد، وهذا العدد هو من باب الإلحاح في الدعاء، "قالت النار: يا رب، إن عبدك فلانا قد استجارك مني، فأجره"، أي: إن النار تناجي الله عز وجل، وتشفع له، وفي قوله: (فلانا) دلالة على أنها تسميه باسمه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ولا يسأل الله عبد الجنة في يوم سبع مرات"، أي: ولا يسأل عبد من العباد ربه في يوم الجنة سبع مرات مكررا هذا الدعاء بإلحاح، "إلا قالت الجنة: يا رب، إن عبدك فلانا سألني الجنة، فأدخله"، أي: تشفع له عند الله عز وجل في دخولها، وهذا توجيه نبوي للعباد أن يسألوا الله الجنة، وأن يطلبوا منه النجاة من النار ويكرروا ذلك بإلحاح؛ فهو تعالى جواد كريم، ويجب أن يسأل ويطلب منه ويرغب إليه، وهو يحب الملحين في الدعاء، وكلما ألح العبد عليه في السؤال أحبه وقربه وأعطاه، فليكثر العباد من طلب الجنة، ومن الاستعاذة من النار