باب تحريم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال في لباس وحركة وغير ذلك 3

بطاقات دعوية

باب تحريم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال في لباس وحركة وغير ذلك 3

وعنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا». (1). رواه مسلم. (2)
معنى «كاسيات» أي: من نعمة الله «عاريات» من شكرها. وقيل معناه: تستر بعض بدنها، وتكشف بعضه إظهارا لجمالها ونحوه. وقيل: تلبس ثوبا رقيقا يصف لون بدنها. ومعنى «مائلات»، قيل: عن طاعة الله وما يلزمهن حفظه «مميلات» أي: يعلمن غيرهن فعلهن المذموم. وقيل: مائلات يمشين متبخترات، مميلات لأكتافهن، وقيل: مائلات يمتشطن المشطة الميلاء: وهي مشطة البغايا، و «مميلات» يمشطن غيرهن تلك المشطة.
«رؤوسهن كأسنمة البخت» أي: يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوها

كان النبي صلى الله عليه وسلم يعظ أصحابه بالترغيب تارة والترهيب مرة أخرى، وكان يخبرهم بما أعده الله من جزاء المطيعين والعصاة؛ حتى يكون الناس على بصيرة من أمرهم فيعملوا لآخرتهم ويحذروا الوقوع في المعاصي والذنوب التي تورد أصحابها المهالك يوم القيامة
وفي هذا الحديث يحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من صنفين من الناس من أهل النار لم يرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يوجدا في عصره، بل سيكونان بعده؛ الصنف الأول: قوم معهم «سياط» جمع سوط، وهو آلة تتخذ من الجلد يضرب بها كالعصا ونحوها، وهي «كأذناب البقر»، أي: ذيولها، والمعنى أنها سياط طويلة ولها ريشة يضربون بها الناس بغير حق، وتشبيه السياط بأذناب البقر لطولها وغلظها وشدتها. وهؤلاء هم الشرط وأعوان الظلمة الذين يضربون الناس بغير حق
والصنف الثاني: نوع من النساء خلعن عن أنفسهن ثوب العفة والحياء، وتجردن مما أوجبته عليهن الشريعة من ثياب ساترة، وخلق وافر، مخالفين بذلك الله ورسوله، قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصفهن: «نساء كاسيات»، في الحقيقة، «عاريات» في المعنى؛ لأنهن يلبسن ثيابا رقاقا تصف البشرة، أو يسترن بعض بدنهن ويكشفن بعضه؛ إظهارا للجمال. وإن كن كاسيات للثياب عاريات في الحقيقة، أو كاسيات بالحلى والحلي، عاريات من لباس التقوى، «مميلات» قلوب الرجال إليهن، أو مميلات المقانع -والمقنع الذي تغطي به المرأة رأسها وظهرها وصدرها- عن رؤوسهن؛ لتظهر وجوههن، وقيل: مميلات بأكتافهن فيمشين متبخترات مميلات لأكتافهن، وقيل: يملن غيرهن إلى فعلهن المذموم، «مائلات» والميل هو الانحراف والزيغ، فهن زائغات عن طاعة الله تعالى، وما يلزمهن من حفظ حدوده وحفظ فروجهن وغير ذلك، وهن أيضا مائلات إلى الرجال بقلوبهن أو بقوالبهن، أو متبخترات في مشيهن، أو زائغات عن العفاف، أو مائلات إلى الفجور والهوى، وقيل: مائلات يمتشطن مشطة البغايا، ومن صفاتهن «رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة»، وهي جمال طوال الأعناق، والأسنمة جمع سنام، وهي الجزء المرتفع الناتئ فوق ظهر الجمل، وكلما كان كبيرا وعاليا كان أكثر ميلا واهتزازا عند الحركة، فهؤلاء النساء يعظمن حجم رؤوسهن ويكبرنها بلف عصابة ونحوها، وقيل: يطمحن إلى الرجال لا يغضضن من أبصارهن، ولا ينكسن رؤوسهن، ومراد التشبيه بأسنمة البخت إنما هو لارتفاع الغدائر أو الضفائر فوق رؤوسهن، وتكسرها بما يضفرنه حتى تميل إلى ناحية من نواحي الرأس كما يميل سنام البعير
فمن كن بهذه الصفات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا، وهذا كناية عن المسافة البعيدة التي يقدر سيرها بزمن طويل ويمتد في ريح الجنة، ومعناه: أنهن لا يدخلنها ولا يجدن ريحها حينما يدخلها ويجد ريحها العفائف المتورعات، لا أنهن لا يدخلن أبدا، ويمكن أن يكون محمولا على أنهن إذا استحللن هذه الأفعال وهذه الذنوب، فيكون كفرا استحقوا به الحرمان من الجنة، أو المراد منه الزجر والتغليظ
وفي الحديث: علامة من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم.
وفيه: بيان بعض صفات أهل النار
وفيه: التحذير من الظلم والإعانة عليه.
وفيه: تحذير للنساء من التبرج والسفور.