باب حسن الخلق 7

بطاقات دعوية

باب حسن الخلق 7

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال: «تقوى الله وحسن الخلق»، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: «الفم والفرج». رواه الترمذي، (1) وقال: «حديث حسن صحيح»

اهتم النبي صلى الله عليه وسلم اهتماما شديدا بتعليم أمته الأمور التي تقرب الناس من ربهم عز وجل، وتحسن علاقاتهم بعضهم ببعض، ووعظنا بذلك، وكان صلى الله عليه وسلم يجمع المواعظ البليغة في الكلمات القليلة
وفي هذا الحديث يقول أبو هريرة رضي الله عنه: "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟"، أي: أكثر شيء من الأقوال أو الأفعال أو الأحوال التي تقرب العبد إلى ربه عز وجل، وتجعله يفوز بدخول الجنة، "فقال"، أي: النبي صلى الله عليه وسلم: "تقوى الله"، أي: أكثر شيء يقرب العبد من ربه عز وجل، ويجعله يفوز برضا الله عز وجل، ويدخله الجنة أن يتقي الله عز وجل في أقواله وأفعاله وأحواله، والتقوى هي الخوف من الله مع مراقبته جل جلاله، "وحسن الخلق"، أي: وأكثر شيء أيضا يقرب العبد من ربه عز وجل ويجعله يفوز برضا الله عز وجل، ويدخله الجنة بعد التقوى- أن يكون حسن الخلق، وأن يعامل الناس بخلق حسن؛ بحيث لا يؤذي أحدا بقول أو فعل، ولا ينطق إلا بما يرضي الله عز وجل، فيكون المعنى أن أكثر أسباب السعادة الأبدية الجمع بين تقوى الله وحسن الخلق
"وسئل"، أي: النبي صلى الله عليه وسلم، "عن أكثر ما يدخل الناس النار"، أي: أكثر شيء يكون سببا في دخول النار سواء من الأقوال أو الأفعال أو الأحوال؟ "قال"، أي: النبي صلى الله عليه وسلم: "الفم"؛ وذلك لأنه ربما كان سبيلا لأكل الحرام، والنطق بالحرام، فيكون فيه هلاك الإنسان، مع أن الفم يمكن أن يكون سبيلا إلى الجنة؛ لأنه مشتمل على اللسان، وبه يتم حفظ أمر الدين كله، وإذا أكل الحلال فهذا رأس التقوى، "والفرج"؛ وذلك لأنه ربما كان سبيلا لارتكاب الفواحش، والوقوع في المحرمات، فكان من أكثر الأشياء سببا في هلاك العبد، ودخوله النار، مع أن صونه من أعظم مراتب الدين كما قال تعالى عن المفلحين من المؤمنين: {والذين هم لفروجهم حافظون} [المؤمنون: 5]، فيصير معنى هذا أن أكثر أسباب الشقاوة السرمدية الجمع بين عدم حفظ الفم وما فيه، وعدم حفظ الفرج عن الفواحش
وفي "تقوى الله" إشارة إلى حسن المعاملة مع الخالق بأن يأتي جميع ما أمره به، وينتهي عما نهى عنه، وفي "حسن الخلق" إشارة إلى حسن المعاملة مع الخلق، وهاتان الخصلتان موجبتان لدخول الجنة، ونقيضهما النار، فأوقع الفم والفرج مقابلا لهما
وفي الحديث: اهتمام الصحابة رضي الله عنهم بالسؤال عما ينجيهم في الدنيا والآخرة.
وفيه: الحث على اتقاء الله وتحسين الخلق؛ لأنهما من أسباب دخول الجنة.
وفيه: التحذير من خطورة الفم والفرج؛ حيث إنهما من أسباب دخول النار.