باب في مسائل تتفرع على السلام

وروينا في سنن أبي داود عن البراء بن عازب رضي الله عنهما (3) قال: دخلت مع أبي بكر رضي الله عنه أول ما قدم المدينة، فإذا عائشة ابنته رضي الله عنها مضطجعة قد أصابتها حمى، فأتاها أبو بكر فقال: كيف أنت يا بنية؟ وقبل خدها
كانت الهجرة من مكة إلى المدينة قاسية وشديدة على المهاجرين؛ فقد تركوا الأوطان والأهل والمال، ومن هذه الشدة تغيير الأجواء التي اعتادوها وإصابة كثير منهم بالمرض والحمى، ومنها ما أصاب عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
وفي هذا الحديث يقول البراء بن عازب رضي الله عنه: "دخلت مع أبي بكر أول ما قدم المدينة"، أي: دخلت معه بيت عائشة وكانت صغيرة، وكذلك كان البراء، وقبل أن يفرض الحجاب على أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، "فإذا عائشة ابنته مضطجعة"، أي: نائمة على جنبها، "قد أصابتها حمى"، والحمى: حرارة تصيب الجسم وتلهبه، "فأتاها أبو بكر"، أي: قرب منها ليطمئن عليها، فقال لها: "كيف أنت يا بنية؟ وقبل خدها"، أي: سألها عن حالها في المرض، ثم قبلها على خدها؛ تطييبا لها ومواساة على المرض