"باب فيما أخبر به النبي عليه السلام أن أمته ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة

"باب فيما أخبر به النبي عليه السلام أن أمته ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة

حدثنا يعقوب بن حميد، ثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سنان بن أبي سنان، أنه سمع أبا واقد الليثي، يقول: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين، ونحن حديثو عهد بكفر، وكانوا أسلموا يوم الفتح، قال: فمررنا بشجرة، فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، وكان للكفار سدرة يعكفون حولها، ويعلقون بها أسلحتهم يدعونها ذات أنواط، فلما قلنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، قال: " الله أكبر وقلتم، والذي نفسي بيده، كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، قال إنكم قوم تجهلون} [الأعراف: 138] ، لتركبن سنن من كان قبلكم ". ورواه ابن عيينة، ومالك أيضا.

قد يلهم العبد ذكرا عظيم القدر، تتسابق عليه الكتبة لشرفه وعظيم منزلته كما ورد في هذا الحديث عن ابن عمر، قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيرا، أي أكبر من أن ينسب إليه ما لا يليق به سبحانه وتعالى، والمراد تكبيرا كبيرا، والحمد لله كثيرا، أي: نحمده حمدا كثيرا؛ لاستحقاقه ذلك، وسبحان الله، تنزيه لله عن كل عيب ونقص وما لا ينبغي أن يوصف به، بكرة وأصيلا، أي: في أول النهار وآخره، وهما أطيب الأوقات وذلك لاجتماع ملائكة الليل والنهار فيهما، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من القائل كلمة كذا وكذا؟ وهذا إشارة إلى فضل هذه الكلمات وعظم ثوابها وقدرها، وليتنبه السامعون لها فيقولوا مثلها، فقال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عجبت لها، فتحت لها أبواب السماء، أي: إنها رفعت إلى السماء وقبلها الله، وفتح لها أبواب السماء، وفي هذا إشارة إلى أن بعض الأعمال قد يكتبها غير الحفظة
قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
وفي الحديث: حرص ابن عمر رضي الله عنهما يبين الشديد على التمسك بما يصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا