"باب ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يكلم عبده المؤمن في منامه"286
السنة لابن ابي عاصم

حدثنا الحوطي ثنا إسماعيل بن عياش ثنا صفوان بن عمرو عن حميد بن عبد الرحمن أن رجلا سأل عبادة عن قوله تعالى: {لهم البشرى في الحياة الدنيا} فقال عبادة سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن لنفسه أو يرى له وهو من كلام يكلم به ربك عبده في المنام"
الرُّؤيا الصَّالحةُ جزءٌ مِن ستَّةٍ وأربَعين جزءًا من النُّبوَّةِ، وقدْ جعَلها اللهُ تعالى بُشْرى لِصاحبِها في الدُّنْيا والآخِرةِ، وهي علامةٌ على صلاحِ العبدِ.
وفي هذا الحديثِ: أنَّ رجُلًا مِن أهلِ مِصرِ سألَ أبا الدَّرداءِ، وهو الصَّحابيُّ عويمرُ بنُ زيدِ بنِ قيسٍ الأنصاريُّ، "عن" معنى "قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64]، فقال" أبو الدَّرداءِ: "ما سأَلني عنها أحدٌ غيرُك"، أي: قبلَك، "إلَّا رجلٌ واحدٌ"، سأَلني عن معنى هذه الآيةِ، "منذ سأَلتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم" عنها، "سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم" عن معنى هذه الآيةِ، "فقال: ما سألَني عنها"، أي: عن هذه الآيةِ "أحدٌ" من النَّاسِ، "غيرُك"، أي: قبلَك، "مُنذ أُنزِلَت"، أي: مِن يومِ ما أنزَلها اللهُ تعالى، فمَعْنى الآيةِ هي "الرُّؤيا الصَّالحةُ" مِن اللهِ تعالى بُشْرى لعَبدِه المؤمنِ، "يَراها المسلِمُ" لنَفسِه، أو "تُرَى" بصيغةِ المجهولِ أي: يَراها رجلٌ آخرُ، "له"، أي: لأجلِه.