"‌‌باب" قول أنس بن مالك: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط...."204

السنة لابن ابي عاصم

"‌‌باب" قول أنس بن مالك: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط...."204

ثنا ابن مسكين ثنا عبد الله بن يوسف ثنا عيسى بن موسى عن زكريا عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أنس قال: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين فيما أعلم عاب شيئا قط

   
لقدْ ضرَبَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَرْوَعَ الأمْثِلَةِ في حُسْنِ مُعامَلَةِ المَوالي والخَدَمِ، كما يَحْكي أنسٌ رضِيَ اللهُ عنه في هذا الحديثِ: أنَّه خَدَمَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تِسْعَ سِنينَ، وكان عُمْرُ أنسٍ لَمَّا قَدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينَةَ عَشْرَ سِنينَ، فكان في خدمة النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وفي رواية قال أنسٌ رضِيَ اللهُ عنه : "فَمَا أَعْلَمُهُ قال لِي قَطُّ" ما قال لي أبدًا "هَلَّا فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا"، أي: يُوبِّخُني على شَيْءٍ لم أَفْعَلْهُ، "وَلَا عَابَ عَلَيَّ شَيْئًا قَطُّ"، أي: لم يَنْتَقِصْ من شَأْنِ شَيْءٍ فَعَلْتُه أبدًا، وفي رِوايةِ مُسلِمٍ: "ما قال لي: أُفٍّ قَطُّ " وهو صَوْتٌ يَدُلُّ على التَّضجُّرِ، وهذا من كَرَمِ خُلُقِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وصَبْرِهِ، وحُسْنِ عِشْرَتِهِ.
وفي الحديثِ: الرِّفقُ بالخادِمِ واسْتِئْلافُ خاطِرِه بتَرْكِ مُعاتَبَتِهِ، وهذا في الأُمورِ المُتعلِّقةِ بالدُّنْيا، وحُسْنُ الخُلُقِ في التَّعامُلِ معهم.
وفيه: بيانُ هدْيِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مُعالَجةِ أخطاءِ الأطفالِ.