"‌‌باب" قول أنس بن مالك: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط...."205

السنة لابن ابي عاصم

"‌‌باب" قول أنس بن مالك: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط...."205

ثنا أبو موسى ثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن عمران النضري عن أنس ابن مالك قال: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما أمرني بأمر ثم أتيت غيره أو ضيعته فلامني "فإن لا مني بعض" بعض أهله "إلا"1 فقال: "دعوه فإنه لو قدر كان أو قضي أن يكون كان"

 كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم طَيِّبَ الشَّمائِلِ وحَسَنَ العِشْرَةِ.

 وفي هذا الحديثِ يقولُ أنسُ بنُ مالِكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "خَدَمْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَشْرَ سِنِينَ فما قال لِشَيْءٍ فَعَلْتُهُ: لِمَ فَعَلْتَهُ ولا لِشَيْءٍ لم أَفْعَلْهُ أَلَا فَعَلْتَهُ" وَالْمَعْنَى لَمْ يَقُلْ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَهُ؟، وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ، وَكُنْتُ مَأْمُورًا بِهِ: لِمَ لم تَصْنَعْهُ، بالتَّوبيخِ أو اللَّوْمِ على تَرْكِ الفِعلِ، "وكان بعْضُ أهْلِهِ"، أي: بعْضِ أهْلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "إذا عَتَبَني"، أي: لَامَني، "على شَيْءٍ يقولُ: دَعوهُ؛ فلو قُضِيَ شَيْءٌ، لكان"، أي: لو قدَّر اللهُ قضاءَ أَمْرٍ لوَقَعَ فلا تَلوموهُ، ويَنْبَغي العِلْمُ بأنَّ تَرْكَ اعْتِراضِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أَنَسٍ رضِيَ اللهُ تَعالى عنه فيما خالَفَ أَمْرَهُ، إنَّما يُفرَضُ فيما يَتعلَّقُ بالخِدْمَةِ لا فيما يَتعلَّقُ بالتَّكاليفِ الشَّرْعيَّةِ، فإنَّه لا يَجوزُ تَرْكُ الاعْتِراضِ فيه.

 وفي الحديثِ: الرِّفقُ بالخادِمِ وحُسنُ مُعاملتِه.

 وفيه: بيانُ هَدْيِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مواجهةِ أخطاءِ الأطفالِ والخَدمِ .