باب ما يقوله عند النوم 4
بطاقات دعوية

وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول» متفق عليه. (1)
كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى على كل أحواله، وكان يبدأ يومه بذكر الله تعالى، وينهي يومه بذكر الله تعالى، فيقول قبل نومه: «باسمك اللهم أموت وأحيا»، فبذكر اسمك أحيا ما حييت، وعليه أموت، فلا أنفك عنه ولا أهجره محياي ومماتي. وقيل معناه: بك أحيا، فأنت الذي تحييني، وأنت الذي تميتني بإرادتك وقدرتك. والمراد بالموت هنا: النوم؛ لأنه الموتة الصغرى، فباسمك أنام وأستيقظ، وسمي النوم موتا؛ لأنه يزول معه العقل والحركة، تمثيلا وتشبيها بالموت الأكبر
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ قال: «الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور»؛ وذلك لأن النوم من الموت، والله يرد روح النائم عليه عند استيقاظه، ولذلك حمد الله سبحانه على رده روحه إليه ويقظته، «وإليه النشور»، أي: إليه الإحياء للبعث، فنبه بإعادة اليقظة بعد النوم -الذي هو موت- على إثبات البعث بعد الموت. وقيل: معناه: إليه المرجع في نيل الثواب مما نكتسبه في حياتنا هذه
وحكمة ذكر الله عند الصباح؛ ليكون مفتتح الأعمال وابتداؤها ذكر الله، وكذلك ذكر الله عند النوم؛ ليختم عمله بذكره تعالى، فتكتب الحفظة في أول صحيفته عملا صالحا وتختمها بمثله، فيرجى له مغفرة ما بين ذلك من ذنوبه