باب ما يقوله عند عقد النكاح

باب ما يقوله عند عقد النكاح

وأفضلها ما روينا في سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرها بالأسانيد الصحيحة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة: " الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا) [النساء: 1] ، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) [آل عمران: 102] ، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا.
يصلح لكم أعمالكم، ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) [الأحزاب: 71] هذا لفظ إحدى روايات أبي داود وفي رواية له أخرى بعد قوله ورسوله " أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا " قال الترمذي: حديث حسن.
قال أصحابنا: ويستحب أن يقول مع هذا: أزوجك على ما أمر الله به من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
وأقل هذه الخطبة: الحمد لله، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أوصي بتقوى الله.
والله أعلم.

وفي هذا الحَديثِ يَرْوي عَديُّ بنُ حاتمٍ الطَّائيُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا سَمِعَ رجُلًا يَخطُبُ يَقولُ: «مَن يُطعِ اللهَ ورَسولَه فقدْ رشَدَ»، والرُّشْدُ: إصابةُ الحقِّ والصَّوابِ، «ومَن يَعصِهِما فقدْ غَوى»، أي: انهمَكَ في الشرِّ وضلَّ عن طريقِ الحقِّ، فقالَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُعلِّمًا إيَّاهُ بشِدَّةٍ وزَجْرٍ -وهو أُسلوبٌ مِن أساليبِ تَعليمِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «بئسَ الخَطيبُ أنتَ! قلْ: ومَن يَعصِ اللهَ ورَسولَه»، وليس «يَعصِهما»، نبَّهَهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى التَّحفُّظِ مِن إيرادِ أمْثالِ ذلكَ في الخُطبِ والمَقاماتِ المَشهودةِ؛ لأنَّ الأصلَ فيها البَسطُ والتَّوضيحُ، وتَجنُّبُ الرُّموزِ والإشاراتِ، بِخلافِ التَّعليمِ، فكلَّما قلَّ اللَّفظُ كانَ أقرَبَ إلى الحفْظِ
وفي الحَديثِ: إنْكارُ المنكَرِ لمَن كان أهْلًا للإنْكارِ.