باب النهي عن الذكر والكلام على الخلاء

وعن المهاجر بن قنفذ رضي الله عنه قال: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلمت عليه، فلم يرد حتى توضأ، ثم اعتذر إلي وقال: إني كرهت أن أذكر الله تعالى إلا على طهر " أو قال: " على طهارة " حديث صحيح، رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه
بأسانيد صحيحة.
وفي هذا الحديث يخبر المهاجر بن قنفذ: «أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول»، ولعله كان يبول في حائط من حوائط المدينة، «فسلم عليه، فلم يرد عليه»، أي: لم يرد النبي صلى الله عليه وسلم السلام وهو على تلك الحال، «حتى توضأ ثم اعتذر إليه»، وذلك أن الأصل عند المسلمين رد السلام على من ألقاه عليهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب تركه لرد السلام: «إني كرهت أن أذكر الله- عز وجل- إلا على طهر-أو قال: على طهارة-»، وكأنه كره ذكر الله على تلك الحال من انكشاف العورة والحدث، وعدم الطهارة، وهذا دليل على أن السلام الذي يحيي به الناس بعضهم بعضا اسم من أسمائه تعالى، ويحتمل أن يراد بذكر الله ذكر ما جعله الله تعالى سنة للمسلمين وتحية لهم، فإن ذلك يقتضي احترامه.
وفي الحديث: الحث على المحافظة على الطهارة عند ذكر الله؛ لما فيه من الفضل.
وفيه: تنزيه الله تعالى عن أن يذكر على حال وهيئة غير حسنة، كحال التبول ونحوه