حديث أبي أسيد الساعدي3

مسند احمد

حديث أبي أسيد الساعدي3

حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد، عن أبي حميد، وأبي أسيد (1) ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم، وتلين له أشعاركم، وأبشاركم، وترون أنه منكم قريب، فأنا أولاكم به، وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم، وتنفر أشعاركم، وأبشاركم، وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعدكم منه "

إذا سمعتم الحديث عني"، أي: مرويا عني، وهذا إنما يكون إذا سمع من غيره لا منه صلى الله عليه وسلم، ولذلك عدي بعن لا بمن، إذ السماع منه لا يتصور فيه ذلك.
قوله: "تعرفه قلوبكم"، أي: يقبله القلب، ولا يلحق به الوحشة للنفس، وهذا إما بالعرض على أصول الدين المعلومة، فإذا لم يكن مخالفا يقبله القلب، أو بمعرفة رجال الإسناد، فإنهم إذا كانوا ثقات أثباتا يتسارع القلب إلى القبول، ويحتمل أن يكون هذا الحديث من قبيل "استفت قلبك، البر ما=اطمأنت إليه النفس، وأطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك" حديث حسن، رواه أحمد [٤/٢٢٨] والدارمي [٢/٢٤٦] وغيرهما كما في الأربعين للنووي، رحمه الله تعالى.
وهذا محمول على الأمر المشتبه، وإلا فما ثبت الأمر به في الشرع بلا معارض فهو بر، وما ثبت النهي عنه كذلك فهو إثم، والمراد أن قلب المؤمن ينظر بنور الله إذا كان قوي الإيمان .
وهذا يقتضي أنه ينبغي الرجوع إلى الأصول المعلومة الثابتة من الدين فيما اشتبه من الحديث، والله تعالى أعلم.
.