حديث أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم 16

مسند احمد

حديث أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم 16

 حدثنا أبو الوليد، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك يعني ابن عمير، عن ربعي بن حراش، عن أم سلمة، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساهم الوجه. قالت: فحسبت أن ذلك من وجع، فقلت: يا نبي الله، ما لك ساهم الوجه؟ قال: «من أجل الدنانير السبعة التي أتتنا أمس، أمسينا وهي في خصم الفراش»

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَحرِصُ على النَّفَقةِ في سَبيلِ اللهِ ويَخافُ أنْ يَبقَى في بَيتِه ما يُسألُ عنه أمامَ اللهِ، وكان مع ما أفاءَ اللهُ عليه مِنَ المَغانِمِ والأموالِ زاهِدًا في الدُّنيا، راغِبًا فيما عِندَ اللهِ

وهذا الحَديثُ يُبيِّنُ جانِبًا مِن ذلك، وفيه تقولُ أُمُّ سَلَمةَ هِندُ بِنتُ أبي أُمَيَّةَ زَوجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "دَخَلَ علَيَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو ساهِمُ الوَجهِ"، أي: مُتغَيِّرُ لَونِ الوَجهِ ومُتجَهِّمٌ على غَيرِ عادَتِه، "فحَسِبتُ ذلك مِن وَجَعٍ" فظَنَنتُ أنَّ تَغيُّرَه هذا مِن مَرَضٍ ونَحوِه، "فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أراكَ ساهِمَ الوَجهِ، أفمِن وَجَعٍ؟" تَتأكَّدُ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وتَسألُه عن تَغيُّرِه هذا، "فقال: لا" ليس مِن مَرَضٍ "ولكِنَّ الدَّنانيرَ السَّبعةَ التي أتَيْنا بها أمسِ" وهي سَبعةُ دَنانيرَ ذَهبيَّةٍ أتَتْه مِن صَدَقاتِ الناسِ، فاهتَمَّ لِشأنِها، وقال: "أمسَيْنا ولم نُنفِقْها" لم نُخرِجْها لِمُستَحِقِّيها "نَسيتُها في خُصمِ الفِراشِ" وهو جانِبُ الفِراشِ. فكان حُزنُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وتَغيُّرُ وَجهِه أسَفًا؛ لِكَونِه نَسيَ الدَّنانيرَ السَّبعةَ، فلم يَتصَدَّقْ بها قَبلَ أنْ يُدرِكَها المَساءُ عِندَه

وفي الحَديثِ: بَيانُ غايةِ زُهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المالِ، وعَدَمِ الاكتِراثِ له

وفيه: بَيانُ ما كان عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن سُرعةِ تَنفيذِ أوامِرِ اللهِ