حديث جعفر بن أبي طالب (1) رضي الله عنه وهو حديث الهجرة 1

حديث جعفر بن أبي طالب (1) رضي الله عنه وهو حديث الهجرة 1
حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، عن أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: لما نزلنا أرض الحبشة، جاورنا بها خير جار، النجاشي، أمنا على ديننا، وعبدنا الله لا نؤذى، ولا نسمع شيئا نكرهه، فلما بلغ ذلك قريشا، ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين جلدين، وأن يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة، وكان من أعجب ما يأتيه منها إليه الأدم، فجمعوا له أدما كثيرا، ولم يتركوا من بطارقته بطريقا إلا أهدوا له هدية، ثم بعثوا بذلك مع عبد الله بن أبي ربيعة (1) بن المغيرة المخزومي، وعمرو بن العاص بن وائل السهمي، وأمروهما أمرهم، وقالوا لهما: ادفعوا (2) إلى كل بطريق هديته، قبل أن تكلموا النجاشي فيهم، ثم قدموا للنجاشي هداياه، ثم سلوه أن يسلمهم إليكم قبل أن يكلمهم، قالت: فخرجا فقدما على النجاشي، ونحن عنده بخير دار، وعند خير جار، فلم يبق من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي، ثم قالا لكل بطريق منهم: إنه قد صبا إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم، وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم، وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم لنردهم إليهم، فإذا كلمنا الملك فيهم، فتشيروا (1) عليه بأن يسلمهم إلينا ولا يكلمهم، فإن قومهم أعلى بهم عينا، وأعلم بما عابوا عليهم، فقالوا لهما: نعم، ثم إنهما قربا هداياهم إلى النجاشي فقبلها منهما، ثم كلماه، فقالا له: أيها الملك، إنه قد صبا إلى بلدك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينك، وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم، وأعمامهم وعشائرهم، لتردهم إليهم، فهم أعلى بهم عينا، وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه. قالت: ولم يكن شيء أبغض إلى عبد الله بن أبي ربيعة، وعمرو بن العاص من أن يسمع النجاشي كلامهم، فقالت بطارقته حوله: صدقوا أيها الملك، قومهم أعلى بهم عينا، وأعلم بما عابوا عليهم، فأسلمهم إليهما، فليرداهم إلى بلادهم وقومهم

* قَوْلُهُ: "مِمَّا يُسْتَطْرَفُ": - عَلَى بِنَاءِ الْمَفْعُولِ -؛ أَيْ: يُسْتَحْسَنُ. 

* "الْأَدَمُ": - بِفَتْحَتَيْنِ بِلَا مَدٍّ -: جَمْعُ أَدِيمٍ، وَهُوَ الْجِلْدُ الْمَدْبُوغُ، أَوِ الْأَحْمَرُ مِنْهُ.

* "وَنُسِيءُ الْجِوَارَ": مِنَ الْإِسَاءَةِ.

* "أَخْضَلَ": أَيْ: بَلَّ.

* "خَضْرَاءَهُمْ": أَيْ: جَمَاعَتَهُمْ.

* "فَتَنَاخَرَتْ": مِنْ نَخَرَ - بِنُونٍ وَخَاءٍ مُعْجَمَةٍ وَرَاءٍ -: إِذَا مَدَّ الصَّوْتَ فِي خَيَاشِيمِهِ.

* "سُيُومٌ": ضُبِطَ: - بِضَمِّ سِينٍ مُهْمَلَةٍ وَبِضَمِّ مُثَنَّاةٍ تَحْتِيَّةٍ -.

* "غَرِمَ": ضُبِطَ: - عَلَى بِنَاءِ الْمَفْعُولِ -؛ مِنَ التَّغْرِيمِ.

* "دَبْرَ": - بِفَتْحٍ دَالٍ مُهْمَلَةٍ وَسُكُونِ مُوَحَّدَةٍ -.

* "فَآخُذَ": - بِالنَّصْبِ - جَوَابُ النَّفْيِ.