حديث ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج النبي صلى الله عليه وسلم 2

مسند احمد

حديث ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج النبي صلى الله عليه وسلم 2

حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس، عن ميمونة بنت الحارث، قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة، يبدأ، فيغسل يديه، ثم يفرغ بيمينه على شماله، فيغسل فرجه، ثم يضرب بيده على الأرض، فيمسحها، ثم يغسلها، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يفرغ على رأسه وعلى سائر جسده، ثم يتنحى، فيغسل رجليه»

كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ الطَّهارَةَ ويُداوِمُ علَيها، وكانَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَثيرًا ما يُعلِّمُ أصْحابَهُ كَيفيَّةَ الطَّهارةِ وماهِيَّتَها

وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المؤمنينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا أرادَ أنْ يَتَطهَّرَ ويَغْتسِلَ مِنَ الجَنابةِ -وتُطلَقُ الجَنابةُ على كُلِّ مَن أَنزَلَ المَنِيَّ أو جامَعَ، وسُمِّيَ بذلك لاجتِنابِه الصَّلاةَ والعباداتِ حتَّى يَطَّهَّرَ مِنها- بدَأَ بِغَسلِ يَديهِ قبْلَ إدْخالِها في الماءِ بأنْ يَصُبَّ عليها ويَغسِلَها أوَّلًا، ثمَّ بعدَ ذلك يَتوضَّأُ كأنَّه يَتوضَّأُ للصَّلاةِ وُضوءًا كامِلًا، ثمَّ بعدَ ذلكَ يُدخِلُ أصابِعَه في الماءِ، فيُدخِلُ الماءَ إلى فَروةِ الرَّأسِ؛ ليُلامِسَ البَشَرةَ والجِلدَ، ثمَّ يصُبُّ على رَأسِهِ ثلاثَ مرَّاتٍ بمِلْءِ يَدِه مِن الماءِ، ثمَّ بعْدَ ذلك يصُبُّ الماءَ على جِسمِه كلِّهِ، فيَجعَلُ الماءَ يَعُمُّ سائرَ جِلدِهِ

وفي الحَديثِ: بَيانُ هَدْيِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الاغتِسالِ مِن الجَنابةِ

وفيه: بَيانُ أنَّ التَّطهُّرَ والتَّنظُّفَ مِن سِماتِ الإسلامِ والمسلِمينَ

وفيه: أنَّ القليلَ مِن الماءِ يَكفِي للغُسلِ مِن الجَنابةِ