ذكر ما يستحب للمرء استعمال التعطف على صغار أولاد آدم186
صحيح ابن حبان

أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم" 1
كان للأنْصارِ رَضيَ اللهُ عنهم دَورٌ كَبيرٌ في نُصرةِ الإسْلامِ، ونُصْرةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ ولذلكَ عظُمَ فَضْلُهم، وأثْنى المَوْلى سُبحانَه وتعالَى عليهم؛ فبِهم أقامَ اللهُ دِينَه، ونصَر رَسولَه، ورفَع لِواءَه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أنَسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَزورُ الأنْصارَ في بُيوتِهم ودُورِهم، ويُسلِّمُ على صِبْيانِهمُ وأطْفالِهم الصِّغارِ، ويَمسَحُ رُؤوسَهم بيَدِه مُلاطَفةً وتَودُّدًا لهم، وذلك مِن حُبِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأهلِ المَدينةِ مِن الأنْصارِ ولأبْنائِهم؛ لِمَا قدَّموه للإسلامِ والمُسلِمينَ، فهمُ الَّذين آوَوْا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والمُهاجِرينَ، وبَذَلوا في سَبيلِ اللهِ كُلَّ خَيرٍ، ووَفَّوْا بشُروطِ بَيْعتِهمُ الَّتي بايَعوا عليها النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وفِعلُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن إعْظامِ شَأْنِهِم، وعِرْفانِ إحْسانِهِم، والوَفاءِ لهم على صَنيعِهم.
وفي الحَديثِ: بَيانُ مَنزِلةِ الأنْصارِ عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.