مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها 119
مسند احمد

حدثنا أسود، حدثنا إسرائيل، عن عاصم بن سليمان، عن عبد الله بن الحارث [ص:457]، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم أحسنت خلقي، فأحسن خلقي»
شَرَّف اللَّهُ تعالى نَبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وفضَّلَه بجَميعِ أنواعِ التَّشريفِ والتَّفضيلِ
فأحسَن خَلقَه فهو صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أكمَلُ النَّاسِ خَلقًا، فلَيسَ فيه أيُّ عَيبٍ مِنَ العُيوبِ الخِلقَّيِة، وكَذا شَرَّفه سُبحانَه بأكمَل الأخلاقِ، فقال فيه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]. فاجتَمَعَ فيه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كَمالُ الخَلقِ والخُلُقِ، وقد كان مِن دُعائِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اللَّهُمَّ أحسَنتَ خَلقي، أي: صورَتي، بأن خَلَقتَني في أحسَنِ تَقويمٍ، فأحسِنْ خُلُقي. وهيَ السَّجيَّةُ والطَّبعُ والمُروءةُ والدِّينُ، وهذا تَوسُّلٌ بالإحسانِ السَّابقِ إلى طَلَبِ الإحسانِ اللَّاحِقِ. ويُحتَمَلُ أن يُرادَ به طَلَبُ الكَمالِ، وإتمامُ النِّعمةِ عليه بإكمالِ دينِه
وفي الحَديثِ حُسنُ خَلقِ وخُلُقِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم
وفيه مَشروعيَّةُ الدُّعاءِ بهذا الدُّعاءِ