مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها 137
مسند احمد

حدثنا حسين بن محمد قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، وأبو النضر، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ما بين صلاة العشاء الآخرة إلى الفجر، إحدى عشرة ركعة، يسلم في كل اثنتين، ويوتر بواحدة، ويسجد في سبحته بقدر ما يقرأ أحدكم بخمسين آية، قبل أن يرفع رأسه، فإذا سكت المؤذن بالأولى من أذانه، قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن، حتى يأتيه المؤذن فيخرج معه»
كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أعرَفَ الناسِ باللهِ عزَّ وجلَّ، وأخْشاهم له، وأعبَدَهم له، وقد كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دائمَ العِبادةِ للهِ عزَّ وجلَّ في لَيلِه ونَهارِه، لا سيَّما قِيامِ اللَّيلِ بالصَّلاةِ والذِّكرِ والتَّضرُّعِ
وفي هذا الحديثِ تَذكُرُ أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها صِفةَ صَلاةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في اللَّيلِ، وخاصَّةً صِفةَ سُجودِه، فتُخبِرُ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُصلِّي قِيامَ اللَّيلِ إحْدَى عَشْرةَ رَكعةً، وكان يَسجُدُ السَّجدةَ بمِقدارِ قِراءةِ خَمسينَ آيةً، وطُولُ سُجودِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في قِيامِ اللَّيل؛ لاجتِهادِه فيه بالدُّعاءِ والتَّضرُّعِ إلى اللهِ، وذلك أبلَغُ أحوالِ التَّواضعِ والتَّذلُّلِ إلى اللهِ تعالَى، ثمَّ بعْدَ ذلك كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَركَعُ رَكعتَينِ خَفيفتَينِ قبْلَ صَلاةِ الفَجرِ، وهما الرَّكعتانِ بيْن الأذانِ والإقامةِ، ثمَّ يَضطَجِعُ على جانبِه الأيمنِ حتَّى يَأتِيَه المؤذِّنُ للصَّلاةِ، فيَخرُجُ إلى المسجدِ مُؤدِّيًا صَلاةَ الفَجرِ مع أصحابِه
وفي الحديثِ: هَدْيُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في قِيامِ اللَّيلِ، وأنَّه كان يُصلِّي باللَّيلِ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعةً
وفيه: إطالةُ السُّجودِ في صَلاةِ اللَّيلِ
وفيه: مَشروعيَّةُ أداءِ السُّننِ الرَّواتبِ في البيتِ