باب أحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها
بطاقات دعوية

عن ربعي بن حراش، قال: انطلقت مع أبي مسعود الأنصاري إلى حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهم - فقال له أبو مسعود: حدثني ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الدجال، قال: «إن الدجال يخرج، وإن معه ماء ونارا، فأما الذي يراه الناس ماء فنار تحرق، وأما الذي يراه الناس نارا، فماء بارد عذب. فمن أدركه منكم، فليقع في الذي يراه نارا، فإنه ماء عذب طيب» فقال أبو مسعود: وأنا قد سمعته. متفق عليه. (1)
الدجال شخص كذاب من بني آدم، يقال له: الدجال؛ لعظم كذبه وكثرة دجله وافترائه، وظهوره من العلامات الكبرى ليوم القيامة، يبتلي الله به عباده، ويمكث في الأرض أربعين يوما، ثم يقتله نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم، وبين فتنته وخداعه للناس؛ ليأخذوا حذرهم
وفي هذا الحديث يخبر صلى الله عليه وسلم أن الدجال عندما يظهر في آخر الزمان سيكون معه ماء ونار، وهذا من فتنته، امتحن الله تعالى به عباده ليحق الحق ويبطل الباطل، ثم يفضحه ويظهر للناس عجزه ويوجه النبي صلى الله عليه وسلم من حضر زمن الدجال أن يخالفه ولا يتبعه؛ وذلك لأن الذي يرى الناس أنها نار في الظاهر، فباطنها ماء بارد، والذي يراه الناس ماء باردا في الظاهر، فهو في الباطن نار تحرق، فعلى المسلم ألا يخشى ناره، وأن يقع بنفسه في التي يراها نارا، أو يخالف الدجال حتى يلقيه فيها؛ فإنها في حقيقة الأمر ماء عذب بارد
وفي الحديث: إخبار النبي صلى الله عليه وسلم ببعض أمور الغيب
وفيه: عظم فتنة الدجال، نجانا الله تعالى منها بفضله ومنه وكرمه