حديث حذيفة بن اليمان (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم 8

حدثنا بهز، وأبو النضر، قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا حميد هو ابن هلال، قال: أبو النضر في حديثه، حدثني حميد يعني ابن هلال، حدثنا نصر بن عاصم الليثي، قال: أتيت اليشكري في رهط من بني ليث، قال: فقال: من القوم؟ قال: قلنا: بنو ليث، قال: فسألناه وسألنا، ثم قلنا: أتيناك نسألك عن حديث حذيفة، قال: أقبلنا مع أبي موسى قافلين، وغلت الدواب بالكوفة، فاستأذنت أنا وصاحب لي أبا موسى فأذن لنا، فقدمنا الكوفة باكرا من النهار، فقلت لصاحبي: إني داخل المسجد فإذا قامت السوق خرجت إليك، قال: فدخلت المسجد فإذا فيه حلقة كأنما قطعت رءوسهم يستمعون إلى حديث رجل، قال: فقمت عليهم، قال: فجاء رجل فقام إلى جنبي، قال: قلت من هذا؟ قال: أبصري أنت، قال: قلت: نعم، قال: قد عرفت لو كنت كوفيا لم تسأل عن هذا، هذا حذيفة بن اليمان، قال: فدنوت منه فسمعته يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وأسأله عن الشر، وعرفت أن الخير لن يسبقني، قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال: " يا حذيفة، تعلم كتاب الله، واتبع ما فيه "، ـ ثلاث مرار ـ (1 قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال: " فتنة وشر " قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الشر خير؟ قال: يا حذيفة، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه " ثلاث مرار، 1) قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الشر خير؟ قال: " هدنة على دخن، وجماعة على أقذاء "، قال: قلت: يا رسول الله، الهدنة على دخن، ما هي؟ قال: " لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه "، قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ (2 قال: يا حذيفة، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه " ثلاث مرار قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ 2) قال: " فتنة عمياء صماء، عليها دعاة على أبواب النار، وأنت أن تموت يا حذيفة، وأنت عاض على جذل، خير لك من أن تتبع أحدا منهم " (3)
قوله: "كأنما قطعت رؤوسهم": أي: لا يحركون رؤوسهم.
"لن يسبقني": أي: لن يفوتني.
"تعلم كتاب الله": أي: في أيام ذلك الشر خذ بالكتاب تهتد.
"هدنة": - بضم فسكون -: الصلح.
"على دخن": - بفتحتين -: الدخان؛ أي: صلح في الظاهر، مع خيانة القلوب وخداعها ونفاقها في الباطن.
"وجماعة": أي: اجتماع في الظاهر.
"على أقذاء": على فساد في الباطن، شبه الفساد بالأقذاء، جمع قذى، وهو ما يقع في العين والشراب من غبار ووسخ.
"لا ترجع قلوب أقوام": وإن اصطلحوا.
"كانت عليه": من الصفاء، بل يكون فيها كدرة.
"عمياء صماء": أي: لا مخلص منها، ولا سبيل إلى تناهيها؛ فإن الأصم لا يسمع الكلام حتى يقطع عما فيه من الشر، والأعمى لا يرى ما يفعل ولا يستحيي من أحد.
"عاض": لاصق.
"جذل شجرة": - بكسر الجيم، أو فتحها وسكون الذال المعجمة -؛ أي: بأصلها؛ أي: اخرج منهم إلى البوادي، وكل فيها أصول الأشجار، واكتف بها.