فصل في المصافحة

وروينا في " موطأ الإمام مالك " رحمه الله عن عطاء بن عبد الله الخراساني قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء ".
حَثَّ الإسلامُ على التَّحابِّ والتَّوادِّ بَينَ الإخوانِ، وشَرَعَ لذلك كُلَّ ما يُؤَدِّي إلى زيادةِ الوُدِّ والألفةِ، ومن أسبابِ المَودَّةِ والمَحَبَّةِ بَينَ الإخوانِ: السَّلامُ والمُصافَحةُ عِندَ اللِّقاءِ، وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصافِحُ أصحابَه إذا لَقِيَهم، ويُعانِقُهم إذا قدِمَ من سَفَرٍ؛ ولذلك كان أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا لقيَ بَعضُهم بعضًا تَصافَحوا رَجاءَ أجرِ المُصافَحةِ، وكانوا إذا قدِمَ بَعضُهم من سَفرٍ تَعانَقوا، أي: أخَذَ كُلُّ واحِدٍ منهما بعُنُقِ صاحِبه؛ لأنَّه قد طالت غَيبَتُه، فكانتِ المُعانَقةُ أنسَبَ من مُجَرَّدِ المُصافحةِ لِما فيها من مَزيدِ مَحَبَّةٍ
وفي الحَديثِ مَشروعيَّةُ المُصافَحةِ عِندَ اللِّقاءِ.
وفيه مَشروعيَّةُ المُعانَقةِ للقادِمِ منَ السَّفَرِ .