مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها 145

مسند احمد

مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها 145

 حدثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا ابن مبارك، عن أسامة بن زيد، عن صفوان بن سليم، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن من يمن المرأة تيسير [ص:28] خطبتها، وتيسير صداقها، وتيسير رحمها»

 شَرَع اللهُ تعالى الزَّواجَ وجَعَلَ فيه سَكَنًا ومَودَّةً بَينَ الأزواجِ؛ لِما فيه مِن تَحقيقِ مَصالحَ عَظيمةٍ، وجَعَله مِن سُنَّةِ المُرسَلينَ، وجاءَ أيضًا بالحَثِّ عليه والتَّرغيبِ فيه، ومِمَّا يُساعِدُ على الزَّواجِ التَّيسيرُ مِن أعباءِ وتَكاليفِ الزَّواجِ، وذلك بتَقليلِ المَهرِ

 وجاءَ في الحَديثِ: خَيرُ الصَّداقِ أيسَرُه؛ ولهذا يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ مِن يُمنِ المَرأةِ -أي: مِن دَلائِلِ بركَتِها على الزَّوجِ، واليُمنُ: ضِدُّ الشُّؤمِ- تَيسيرَ خِطبَتِها -أي: سُهولةَ سُؤالِ الخاطِبِ أولياءَها نِكاحَها، وإجابَتَهم بسُهولةٍ مِن غَيرِ تَوقُّفٍ- وتَيسيرَ صَداقِها -أي: عَدَمُ التَّشديدِ في تَكثيرِه، ووِجدانُه بيَدِ الخاطِبِ مِن غَيرِ كَدٍّ في تَحصيلهِ- وتَيسيرَ رَحِمِها، أي: للوِلادةِ بأن تَكونَ سَريعةَ الحَملِ كَثيرةَ النَّسلِ؛ ولهذا قال عُروةُ: إنَّ مِن شُؤمِ المَرأةِ أن يَكثُرَ صَداقُها

وفي الحَديثِ بَيانُ كَيف تَكونُ المَرأةُ بَرَكةً على زَوجِها

وفيه مَشروعيَّةُ تَخفيفِ الصَّداقِ