باب أذكار السجود

باب أذكار السجود

وروينا في " صحيح مسلم " عن عائشة رضي الله عنها قالت: افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فتحسست، فإذا هو راكع أو ساجد يقول: " سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت ".
وفي رواية في مسلم: " فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد (1) ، وهما منصوبتان وهو يقول: " اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك ".

كثيرا ما يحدث في المجالس كلام ليس له كبير فائدة أو نفع، بل يكون لغوا، وربما يكون فيه إثم ومعصية، وفي هذا الحديث يرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى دعاء يقوله المسلم عندما يقوم من مجلسه، يكون كفارة لما أحدثه في مجلسه من إثم وذنب، فيقول صلى الله عليه وسلم: "من جلس في مجلس"، أي: ما اجتمع أحد في مجلس من المجالس، "فكثر فيه لغطه"، أي: واللغط هو الصوت المرتفع الذي يكون فيه ضجة، والمعنى: أنه يكثر الكلام الذي لا فائدة فيه ولا نفع، "فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك"، أي: قال قبل أن يغادر مجلسه ذلك هذا الدعاء والذكر: "سبحانك اللهم وبحمدك"، أي: أنزهك تنزيها عن كل نقص وعيب، ويكون مقرونا بحمدك كما أمرت، "أشهد أن لا إله إلا أنت"، أي: أقر بأنك أنت الله الواحد الأحد المستحق للعبادة، "أستغفرك"، أي: أطلب منك مغفرة ذنبي وأتوب إليك مما وقع مني في مجلسي هذا من معصية وذنب؛ فإنه إذا قال هذا الدعاء بصدق وإخلاص، "إلا غفر له"، أي: عفا الله عنه ومحا "ما كان في مجلسه ذلك"، أي: من معصية وإثم.
وفي الحديث: فضل هذا الذكر وبيان أنه كفارة للغط الذي يكون في المجالس.