باب جواز الاستلقاء على القفا، ووضع إحدى الرجلين على الأخرى إذا لم يخف انكشاف العورة، وجواز القعود متربعا ومحتبيا 4
بطاقات دعوية

وعن قيلة بنت مخرمة رضي الله عنها، قالت: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو قاعد القرفصاء، فلما رأيت رسول الله المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق (1). رواه أبو داود والترمذي. (2)
عرف النبي صلى الله عليه وسلم بالسكينة والتواضع في جميع جلساته، ومن جلساته تلك ما ورد عن قيلة بنت مخرمة رضي الله عنها في هذا الحديث، حيث أخبرت: "أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم وهو قاعد القرفصاء"، أي: وهو جالس جلسة القرفصاء، وهو أن يجلس المرء على أليتيه وينصب قدميه؛ ليلصق فخذه ببطنه، ويدير بيديه على ركبتيه ممسكا كفيه أو مشبكا لأصابع يديه، وقيل: يجلس على ركبتيه منكبا بوجهه قريبا من الأرض دون سجود، ويلصق بطنه بفخذيه ويضع يديه تحت إبطيه، قالت قيلة: "فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم المختشع- وقال موسى، وهو: ابن إسماعيل من رواة الحديث: المتخشع-"، أي: الخاشع، "في الجلسة، أرعدت من الفرق"، أي: أخذتني رعدة وحركة من خوف، والمراد: أنها هابته من جلسته تلك؛ لما فيها من الخشوع والخضوع