باب دعائه على من ينشد في المسجد شعرا ليس فيه مدح للإسلام ولا تزهيد، ولا حث على مكارم الأخلاق ونحو ذلك

باب دعائه على من ينشد في المسجد شعرا ليس فيه مدح للإسلام ولا تزهيد، ولا حث على مكارم الأخلاق ونحو ذلك

قال المصنف رحمة الله: روينا في كتاب ابن السني عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رأيتموه ينشد شعرا في المسجد فقولوا له: فض الله فاك، ثلاث مرات " (1) .
قال السيوطي في " تحفة الأبرار بنكت الأذكار ": قال الحافظ ابن حجر: وثوبان المذكور، ليس هو المشهور مولى ررسوله الله صلى الله عليه وسلم، بل هو آخر لا يعرف إلا في هذا الأسناد.

بُنِيَت المساجِدُ لذِكْرِ اللهِ سبحانَه وتعالَى وإقامةِ الصَّلاةِ، وفيها تكونُ الموعظةُ ونَشرُ العِلمِ، ولا يَنبَغي أنْ تَكونَ مَقصِدًا للمَصالِحِ الشَّخصيَّةِ والدُّنيَويَّةِ

وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إذا رأيتُم"، أي: إذا شاهَدتُم وعايَنْتُم "مَن يَبيعُ أو يَبْتاعُ"، أي: مَن يَبيعُ سِلعةً أو يَشْتري شيئًا في المسجِدِ "فقولوا"، أي: إذا رأَيتُم ذلك فقولوا: "لا أربَح اللهُ تِجارتَك"، فهذا دُعاءٌ على تِجارَتِه بالكَسادِ والخَسارةِ، وعدَمِ الرِّبحِ، وذلك أنَّ البيعَ والشِّراءَ مَكانُه في الأسواقِ، ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "وإذا رأَيتُم"، أي: شاهَدتُم "مَن يَنشُدُ فيه"، أي: يَرفَعُ صوتَه في المسجدِ، ويَطلُبُ "ضالَّةً"، وهي الشَّيءُ الضَّائعُ، سواءٌ كان حيوانًا أو غيرَه، وقيل: هو خاصٌّ بالحيوانِ، "فقولوا: لا رَدَّ اللهُ عليك"، وهذا دُعاءٌ عليه بألَّا يَجِدَ ضالَّتَه، وما ضاع منه؛ زَجْرًا له على سُوءِ فِعْلِه، وتشويشِه على المصلِّين والذَّاكِرين اللهَ في المسجدِ

 وفي الحديثِ: بيانُ حُرمةِ المساجدِ، وأنَّه يَنبغي ألَّا يَكونَ فيها شيءٌ غيرُ العبادةِ والصَّلاةِ، ونحوِ ذلك